2012-01-07

وحده ..شتاء..بحر.. وقهوتـــــــى

ما أصعب تلك الصباحات الشتويه البارده التى تغتال ذاكرتى المتثائبه من إرهاق مساء كانت تغنى فيه الرياح خلف زجاج نافذتى.. وسهام الذكريات تغتالنى كاننى بت الهدف الأوحد لها
فتصيبنى تاره بذكرى غائره الجرح فتدميه من جديد؛ وتاره تخطئنى فأباعتها بابتسامه إنتصار على  الماضى وان قلبى قد شفى من عله الذكرى
....فأطأطأ رأسى متسائله
هل من الممكن واللا ممكن أن يكون الحلم وعداً والمستحيل مصير؟
كانت اسئله عقلى اعمق من الوقت الذى أستغرقه فى السير فى ردهه منزلى للوصول إلى سائل  الحياه الذى يمكـَن شخصاً مثلى من الصمود أمام كل هذا الزخم من الذكريات
ففنجان قهوتى  الصباحيه بمثابه الوقوف امام المذبح..
لمنح صك الغفران لشخص عاشق للخطيئه فى المدينه الفاضله
 لم البث أن خطوت بضع خطوات حتى  مكان مذبحى
  حيث معبدى المقدس
 حيث  أمارس طقوس الشعوذه فيتصاعد بخار من ذاك المسحوق المقدس لدى
 لأشتمه
 فأشعر بإنتشاء ينسينى حتماً جروح سهام ذكرياتى خلف نافذتى فى صباح شتوى بارد
فى صمت الخشوع أرتشف قهوتى فيصدر من شفتى همهمات
هى  أقرب لتبتل  العذروات عند الخنوع لصوت الرغبه الحمقاء خلف صدورهن
ممممم
قهوتى  التى  طالما اعتادت ان  تمنحنى الإنتشاء هى نفسها من توقظ بداخلى صراخ التمرد على قدريه حياتى
وفجاه يصيح الصمت صارخاً يشج نحيب  ذكرياتى
كفـــــــــــــــى
صمتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً
لتخترقنى نغمات غربيه لصوت نانسى سيناترا بانج بانج
ممممممممممم
وها  هى  طقوس التطهر  تنهال  علي كمنحه من آلهه السماء المتدثره بسحب  الحرير  الابيض ملتحفه دفىء الشمس نائمه بحضن الانجم المتلألأه
دقات ساعه منزلى تدق  الحاديه  عشر
حان وقت  التحليق
فأنهيت سريعاً طقوسى وأسرعت إلى دولاب  ملابسى
ما هذا...؟
أمازالت أجنحتى الفضيه متسخه من تحليق أمس خلف ذلك الطائر العنيد الذى يصر أن يلتهم سمكه وسط غضب البحر
ما اعندها تلك النوارس حينما يبطش بها الجوع
وما  أعنفه حينما يغضب البحر
يتوج الحرمان على  عرش الشقاء فيزيد النورس بؤساً
فكم تعبت أجنحتى من تحليقى لامنح النورس صك مغفره
 فى  غفله من امواج البحر الغاضب فأطعمه بعض فتات البسكويت الذى أحمله فى  رحلتى  إلى اللاشىء
فيبطش البحر بفتات  الطعام ويبلل أجنحتى الفضيه
لتتلطخ بدموع النورس المحروم
نورسى  الحزين
فألملم اجنحتى عائده لمنزلى اعتصر دموع النورس عن ملابسى لابعد شبح الحرمان عن روحى
وما لبست أن عدت فتنفست الصعداء
لست انا  من بطش  بها  البحر
هى  فقط دموع  النورس
اسارع لأمحو آثار الدموع
دليل الحرمان والخطيئه
ليست دموعى من خضبت أجنحتى
لست محرومه كالنورس
وليس البحر غاضب منى
كيف تزال هذه البقع...؟
أماء  السماء يمنحها الطهر  من جديد
أم إنتزاع ريش الأجنحه سيمحو إتساخها ...؟
اللعنه على حرمان النورس أفقدنى حريتى
ها أنا  أنتزع ريشه تلو الأخرى
وها أنا صرت بلا أجنحه
كيف أحلق من جديد
كيف أواجه عالمى فلم أعهد أن أراه عن قرب  هكذا
لم أرنى بين الوجوه منذ أن إحتجبت عن الدنيا منذ زمن
أدب على قدماى
مازالا يعملان
مازلت استطيع السير كما البشر
لكنى لم يعد لدى روحى جسد لأختبىء فيه
فقد تلاشى ظلى منذ أعوام
مات ظلى فلم يعد لموطأ قدماى بين البشر مكان
اللعنه على  النورس من سلبنى أجنحتى
لا... بل اللعنه على الحرمان
صمت
صمت
صمت
أستفيق على دقات الساعه الثانيه عشر
ومازال صوت نانسى سيناترا يتلو على مسامعى بانج بانج
وفنجان قهوتى صار بارداً كصباحاتى الشتويه  الوحيده
غفت عيناى
ولم ألحق بموعدى مع الحريه
.
.
كلمات حقيقه من وحى  الشتاء والوحده والبحر
إلى كل  من سيسبح بين  كلماتى  عليك سماع نانسى سيناترا والغوص فى فنجان قهوتك
ورؤيه البحر  حينما تغرق بداخله قطرات المطر

2 comments:

el2ahwagi said...

البحر الجامح ... النورس .. اكسير الحياة
لا تبصر هم سوى أجنحة ما زالت تحلق بسحب الحرير الابيض
الملتفة بدفء الشمس

حلقى
فالتحليق بأجنحة مخضبة بدمع النورس
افضل من نزعها

او قد تنبت قهوة المحراب
أجنحة مجددا تحلق فوق الزكريات
او تحملها الذكريات
او تحلق لتكتب نبضات يموج لها البحر و يتمتم بها النورس

ما اجمل البحر حين تغرق به قطرات المطر
وما هو البحر سوى قطرة مطر
تذوب بامواجه

همس الليل said...

el2ahwagi
-----------
ربما تنبت أجنحه من جديد
لكن ترى هل تستطيع الطيران من جديد...؟
نعم ما زلت أذوب عشقاً
نعم مازلت المتيمه بحب البحر والقهوه وحنينى للجنون
لكن حزنى ووحدتى تقتلنى ألف مره
وتطعن أحلامى كلما غفوت
ولا أجد ظلى حينما أحن للرحيل لعالمى
لكن
.
.
ربمــــــا